قصة "مريم" كما رواها غواص الإنقاذ: تنسيق محكم وجهود استثنائية في البحث عن الطفلة المفقودة

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/68638370dc0582.19582374_egflkniohqpjm.jpg width=100 align=left border=0>


في لحظة مأساوية هزّت الرأي العام، تم مساء الاثنين 30 جوان 2025 العثور على جثة الطفلة مريم، البالغة من العمر ثلاث سنوات، والتي فُقدت منذ يوم الجمعة بسواحل عين قرنز بمعتمدية قليبية، إثر انجرافها بواسطة عوامة مطاطية أثناء سباحتها مع عائلتها.

في هذا السياق، قدّم الغواص ختام ناصر، أحد المشاركين الرئيسيين في عمليات البحث، شهادة حية في برنامج "Arrière-Plan" على إذاعة الجوهرة أف أم، كشف فيها تفاصيل دقيقة عن ظروف عمليات التمشيط والتدخل الميداني.





وكانت وسائل إعلام محلية ومواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت، يوم السبت، خبر فقدان الطفلة بعد أن جرفتها التيارات البحرية أثناء وجودها على عوامة بحرية، في حادثة أثارت تعاطفاً واسعاً لدى الرأي العام.

تعبئة شاملة... وجهد جماعي متعدد الاختصاصات

أكد ختام ناصر أن جهود البحث شملت تنسيقاً محكماً بين مختلف الهياكل: الحرس البحري والجيش الوطني والحماية المدنية، إضافة إلى وحدات الطيران وفريق من الغواصين المتطوعين، مشيرًا إلى أن معدات متطورة استُخدمت في العملية، على غرار طائرات مسيّرة (Drone) قادرة على التصوير تحت الماء بدقة عالية.

وأضاف أن البحث لم يقتصر على السطح فقط، بل تم توزيع الغواصين على أعماق مختلفة للتمشيط تحت الماء، إضافة إلى الدوريات البرية التي انتشرت على الشواطئ المجاورة.


شهادة الأب ولحظات الفقدان المؤلمة

روى ناصر، متأثرًا، شهادة والد الطفلة، الذي أكد أنه كان على مقربة منها حين انجرفت العوامة بسرعة بفعل الرياح، قائلاً: "كانت على بعد مترين فقط... كنت أكلّمها، أطلب منها أن لا تخاف، لكن التيارات كانت أقوى منا". هذه الكلمات المؤلمة بقيت عالقة في ذهن الغواص، الذي وصفها بـ"الوجيعة التي لا تُنسى".


تفاصيل العثور على الجثة: مسافة فاقت 30 كيلومترا

بحسب المعطيات، تم العثور على الطفلة على بعد أكثر من 30 كلم من مكان اختفائها، وتحديدًا بسواحل قربة، بعد أن حملتها التيارات البحرية لمسافات طويلة. ويؤكد ناصر أن التيارات القوية والرياح العنيفة ساهمت في دفع العوامة بعيدًا، مرجحًا أن تكون الطفلة قد بقيت داخلها لفترة طويلة قبل أن تُسقطها المياه.


تحذير وتوصيات هامة للعائلات

وجّه الغواص رسالة واضحة للأولياء، محذرًا من استعمال العوامات التجارية للصغار في البحر، مؤكدًا أنها "غير آمنة حتى تحت المراقبة". وقال: "أنا غواص محترف ورغم ذلك لا أستخدمها لأطفالي... البحر لا يُؤتمن، والرقابة يجب أن تكون لصيقة ومستمرة".

كما دعا إلى مزيد من الجاهزية والتنظيم في حالات الطوارئ، معتبرًا أن تدخل الأجهزة الأمنية كان محترفًا وفعّالًا، لكنه شدّد على أهمية الوعي الوقائي وتفادي المخاطر.


شكر لكل من ساهم... ورسالة وداع

اختتم ناصر مداخلته بتوجيه تحية تقدير وشكر لكل من ساهم في عمليات البحث، من مختلف الأجهزة الأمنية إلى المتطوعين، مؤكدًا أن "مريم" لم تغب عن قلوب التونسيين خلال الأيام الماضية. وقال: "اليوم وجعنا كبير، لكننا أدينا واجبنا بكل ما نملك... رحم الله مريم وألهم أهلها الصبر والسلوان".

وكان تم مساء أمس الاثنين العثور على جثة الطفلة البالغة من العمر ثلاث سنوات، التي كانت قد فُقدت يوم الجمعة 28 جوان الجاري، بسواحل منطقة عين قرنز من معتمدية قليبية (ولاية نابل)، أثناء ممارستها السباحة رفقة عائلتها بواسطة طوق مطاطي.

وأفادت الإدارة العامة للحرس الوطني، في بلاغ أصدرته مساء أمس، أنه تم العثور على جثة الطفلة على الساعة السابعة مساء بسواحل قربة، بعد جهود تمشيط واسعة ومكثفة استمرت طيلة اليومين الماضيين، وشملت مختلف التشكيلات البرية والبحرية، بالتنسيق مع جيش البحر والحماية المدنية، وتم تحويل الجثمان إلى المستشفى الجهوي الطاهر المعموري بنابل، لاستكمال الإجراءات القانونية والطبية.

وشاركت في عمليات البحث وحدات الحرس البحري والبري بمختلف اختصاصاتها، إلى جانب وحدة الطيران التابعة للحرس الوطني، وفريق من الغواصين التابع للحماية المدنية، بالإضافة إلى فريق للإسناد التكتيكي مجهز بمعدات متطورة بينها طائرة مسيّرة (Drone).

وأكدت الإدارة العامة للحرس الوطني، في ختام بلاغها، على أهمية التحلي بأقصى درجات الحذر واليقظة عند اصطحاب الأطفال إلى الشواطئ، داعية إلى احترام قواعد السلامة والرقابة الدائمة تفادياً لحوادث مشابهة.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 310928


babnet
*.*.*
All Radio in One