هل تخلّت وزارة الثقافة عن اتحاد الكتّاب التونسيين وهو يحتضر...؟!
بقلم: محمد كمال السخيري
مؤتمر في يوم واحد: سابقة مثيرة للاستغراب
مؤتمر في يوم واحد: سابقة مثيرة للاستغراب
في سابقة تاريخية منذ تأسيسه، سينعقد مؤتمر اتحاد الكتّاب التونسيين في يوم واحد بمدينة القيروان يوم 21 ديسمبر الجاري، في حين كانت كل المؤتمرات السابقة تمتدّ ليومين أو ثلاثة.
هذا التقليص اللافت في المدة يثير الريبة، ويرجّح أن سببه الدعم المحدود من وزارة الثقافة هذه المرّة، خلافا لما كان يحصل في الدورات السابقة من دعم استثنائي.
اتحاد بلا موارد... ودعم رسمي شحيح
صحيح أنّ الاتحاد منظمة مستقلة، لكنّه على خلاف منظمات أخرى لا يمتلك موارد مالية ثابتة، ولا يتغذّى إلا من مداخيل المنخرطين، مما يجعل دعمه مسؤولية مباشرة لوزارة الثقافة حتى يتمكّن من عقد مؤتمره في أفضل الظروف.وقد تمّ تأجيله سابقا عدة مرّات لأسباب مالية مرتبطة مباشرة بمنحة الوزارة.
أسئلة ملحّة حول التنظيم والظروف اللوجستية
من حقّ المتابع أن يتساءل:* كيف ستتصرّف الهيئة المنتهية ولايتها إذا حضر أكثر من 500 عضو؟
* أين سيقيمون إذا طال المؤتمر وهو أمر متوقع؟
* كيف سيعودون ليلا ومن يؤمّن سلامتهم؟
* كيف ستتم إدارة الجلسات، والمداخلات، والانتخابات، ولجان التدقيق، وفرز الأصوات، والبيان الختامي... في يوم واحد فقط؟
التجارب السابقة تشير إلى أنّ المؤتمرات كانت تشهد توترات ومحاسبات ومواقف صدامية، وهو ما قد يعطل سيرها ويجعل يومًا واحدًا غير كافٍ مطلقا.
هل تورّطت الهيئة؟ وهل ترفّعت الوزارة عن دعم الاتحاد؟
يبدو أنّ الهيئة المديرة الحالية استشعرت هذه الصعوبات ونبّهت إليها، لكن قرار عقد المؤتمر في يوم واحد يثير الاستغراب، إلا إذا كانت وزارة الثقافة قد رفعت يدها كليّا وتخلّت عن الاتحاد، رغم إدراكها أنّه يعيش وضعا يشبه الموت السريري.الكُتّاب... رأس المال الرمزي لتونس
على وزيرة الثقافة ومساعديها أن يعوا جيدا أنّ الكتّاب التونسيين يمثلون رأس المال الرمزي والفكري للبلاد، وأن إشعاعهم العربي والدولي هو ثروة لا تُقدّر بثمن، أثمن من الذهب والنفط والغاز والفسفاط.لذلك، فإنّ تدخّل الوزارة أصبح ضرورة عاجلة، لمراجعة القرار والتنسيق من أجل عقد المؤتمر في ظروف تليق بالكاتب التونسي، الذي يشعر اليوم بالتهميش والغبن وكأنه غريب في وطنه.






Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 319514