سيدي بوزيد: الانتعاشة الفلاحية ثمرة اهتمام بتطوير الاستثمارات العمومية والبنية الاساسية في القطاع
وات -
شيراز النايلي - يرتكز اقتصاد ولاية سيدي بوزيد، بشكل أساسي، على القطاع الفلاحي، وقد عرف على مرّ السنين الاخيرة، انتعاشة تجلت في المرور من النمط الواحد للاستغلال الفلاحي المرتكز على الفلاحة المطرية وتربية الماشية إلى تعدد مجالات الإنتاج الفلاحي.
وتعود الانتعاشة الى المكانة المتميزة التي يحظى بها القطاع الفلاحي في استراتيجية التنمية، إذ استفادت الجهة من استثمارات عمومية مكنتها من تركيز بنية أساسية فلاحية متطورة ( آبار ومناطق سقوية ومسالك فلاحية واشغال محافظة على المياه و التربة).
وتعود الانتعاشة الى المكانة المتميزة التي يحظى بها القطاع الفلاحي في استراتيجية التنمية، إذ استفادت الجهة من استثمارات عمومية مكنتها من تركيز بنية أساسية فلاحية متطورة ( آبار ومناطق سقوية ومسالك فلاحية واشغال محافظة على المياه و التربة).
قطاع الأشجار المثمرة والزياتين يفتح مجالات اكثر للاستثمار
تمتد الأشجار المثمرة والزياتين على مساحة 326 ألف هك، أي ما يعادل نسبة 66 بالمائة من المساحات الجملية المحترثة بالولاية وتتمثل في أشجار الزيتون (23،2 مليون شجرة) واللوز (2،18 مليون شجرة) إلى جانب الفستق وأنواع أخرى مختلفة. وأوضحت دائرة الدراسات و الإحصاء الفلاحي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسيدي بوزيد، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء "وات"، أن الجهة شهدت، في اطار تنويع الزراعات داخل المستغلات الفلاحية، إدخال بعض الغراسات الجديدة مثل الخوخ البدري والعنب والقوارص.
ويعود تطور مساحات الأشجار المثمرة الى التشجيعات والحوافز الممنوحة من طرف الدولة، وفق المصدر ذاته.
ومكّنت هذه الغراسات من تنويع قاعدة الإنتاج بالجهة وإتاحة فرص أكثر للاستثمار في قطاعات التبريد والتكييف والتخزين والتصنيع والتصدير.
وتعتبر الطماطم الفصلية المعدّة للتحويل من أهم منتجات الجهة، كما تعد زراعة "الدلاع" و "البطيخ" والبصل والفلفل والقرعيات من اختصاصات الجهة، إذ تطورت المساحات و المردودية في الهكتار بفضل اعتماد تقنيات الاقتصاد في مياه الري.
الخضروات الشتوية والحبوب
تمثل الخضروات الشتوية حوالي 35 بالمائة من المساحة الجملية للخضروات وترتكز، أساسا، على زراعة البصل والجزر والثوم والجلبان والفول، وقد تخصصت بعض المناطق في انتاجها.أما الحبوب المطرية فتتسم بتفاوت المساحات المبذورة من سنة إلى أخرى، وهي تتباين حسب كميات الأمطار المسجلة وخاصة في موسم البذر، غير أن مساحات وإنتاج قطاع الحبوب المروية، تراجع خلال العشرية الأخيرة نتيجة ضعف مداخيله بالمقارنة مع زراعات أخرى.
الأعلاف والانتاج الحيواني
تغطي المساحات المخصصة للأعلاف حوالي 7 بالمائة من المساحات السقوية، وتعتبر مساهمة هذا القطاع في توفير حاجيات الجهة ضعيفة جدا فهي لا تتجاوز 17 بالمائة من جملة حاجيات قطاع الحيوانات بالولاية.وقد عرفت سيدي بوزيد، بالنظر الى توفر المساحات الرعوية، بتقاليدها في تربية المجترّات الصغرى وبالخصوص الأغنام.
ورغم التغيرات الحاصلة في الجهة على مستوى نمط الاستغلال الفلاحي، ببروز المناطق السقوية و التوسع في الغراسات، يواصل قطاع تربية الماشية القيام بدور هام، ذلك انه يعتبر من أهم الأنشطة الفلاحية والاقتصادية بالجهة.
ويؤمن قطاع تربية الماشية دخلا قارا لعدد هام من المستغلين الفلاحين، وقد شهد خلال العشريتين الأخيرتين بداية مرحلة جديدة تميزت بتنوعه من خلال إدخال تربية الابقار والدواجن الى الجهة.
وتعد الولاية 354 ألف أنثى منتجة من الأغنام و 65 الف أنثى منتجة من الماعز و14 ألف أنثى منتجة من الأبقار و280 رأس أنثى منتجة من الإبل و5 ملايين طير و5000 خلية نحل.
وتجدر الإشارة إلى أن ولاية سيدي بوزيد تساهم بتوفير نسبة هامة من حاجيات البلاد من أضاحي العيد (ما يقارب 20 بالمائة ) حيث أصبح خروف سيدي بوزيد من المنتوجات المطلوبة في جميع الولايات نظرا لنكهته المميزة.
كما تتميز الولاية بتوفير منتوج متنوع من اللحوم وكذلك الالبان والبيض والعسل وقد بلغ معدل الفترة 2021-2025 ما يعادل 9286 طن من اللحوم الحمراء و 6774 طن من اللحوم البيضاء و 77 مليون لتر من الحليب و 82 مليون بيضة و 57 طن من العسل و 516 طن من الصوف.
الهياكل المهنية و الخدمات
تعتبر الخدمات الفلاحية من أهم الحلقات في المنظومة الفلاحية لذلك تم إيلاؤها الإهتمام اللازم على كل المستويات بتدعيم دور الهياكل المهنية، نظرا لما توفره لمنخرطيها و المتعاملين معها من خدمات ( تزود بمستلزمات الإنتاج وتأطير وترويج المنتوج).وتجسيما لهذا التمشي تم تركيز شبكة هامة من الهياكل بالولاية تتمثل في مجامع التنمية، التي تقدم خدمات متنوعة لمنخرطيها وخاصة على مستوى التصرف في الموارد الطبيعية.
ويتركز بالولاية 230 مجمعا للتنمية الفلاحية منها 109 مجمع للماء الصالح للشرب و99 مجمعا للرّي و22 مجمعا مزدوجا، للري و الماء الصالح للشرب.
كما تشمل الهياكل، الشركات التعاونية الأساسية للخدمات الفلاحية اذ تتواجد بسيدي بوزيد 36 شركة ناشطة وهي مؤسسات ذات طابع خدماتي تجاري واقتصادي، يتمحور نشاطها حول التزويد بجميع مستلزمات الإنتاج الفلاحي من أسمدة وبذور وأدوية وأعلاف وغيرها.
وتقوم هذه الهياكل، أيضا، ببيع الآلات والمعدات الفلاحية والتصرف المحكم فيها الى جانب تجميع وتبريد ونقل وترويج مادة الحليب وغيرها من الخدمات.
ومواكبة لتنوع ووفرة المنتوج الفلاحي بالجهة، تعزز قطاع الخدمات بعديد الإحداثات الجديدة حيث أصبحت الولاية تعد 110 معصرة لزيت الزيتون و22 وحدة لخزن وتكييف المنتجات الفلاحية ومصنعين لتحويل الطماطم و28 وحدة لانتاج الأعلاف و7 منابت لانتاج شتلات الأشجار المثمرة و الزياتين، بالإضافة إلى منبت لانتاج الخضروات و 68 نقطة لبيع مستلزمات الإنتاج و4مراكز لتجميع الحبوب و21 مركزا لتجميع الألبان و 6 مراكز للتلقيح الاصطناعي للأبقار.
الأراضي الدولية
على اثر تشريع القانون المؤرخ في 13 فيفري 1995 المتعلق بإعادة هيكلة الأراضي الدولية الفلاحية تركزت عدة شركات إحياء وتنمية فلاحية بالجهة، تم استرجاع عدد منها نتيجة قيام بعضها بعدة مخالفات تعاقدية بينما ظلت بقية الأراضي المعدة للهيكلة تحت تصرف هياكل فلاحية مختلفة من أهمها ديوان الأراضي الدولية. وتجدر الإشارة الى أن جل الأراضي الدولية تشتكي من سوء الاستغلال و التصرف ونخص بالذكر تعاضديات الإنتاج الفلاحي والشركات ذات المسؤولية المحدودة، وفق المصدر ذاته







Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 318090