كيف يواجه السودانيون خطر انتشار المجاعة؟ Bookmark article

صورة طفل يجلس في حجر أمه في رحلة نزوح هربا من مدينة الفاشر
Getty Images
ألاف من سكان الفاشر بدأوا رحلة نزوح جديدة هربا من المدينة بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها

حذّر مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الثلاثاء 4 من نوفمبر/تشرين الثاني، من انتشار المجاعة إلى مناطق عدة داخل السودان.

وأضاف غيبريسوس في منشور له، على مواقع التواصل الاجتماعي، أن "المجاعة تأكَّد وجودها في أجزاء من السودان، مع خطر امتدادها إلى أجزاء أخرى من البلاد، بالإضافة إلى دولة جنوب السودان".

وأشار غيبريسوس إلى أن تحقق المجاعة في أجزاء من السودان يعني أن "الأوان قد فات بالفعل، والناس بدأوا يموتون من آثار نقص التغذية".

وطالب المسؤول الأممي بـ "زيادة هائلة في المساعدات الغذائية"، داعيا جميع الأطراف إلى تذليل العقبات من أجل وصول المساعدات الغذائية والإنسانية.

وأكدت تقارير أممية وجود مجاعة في مدينة الفاشر، وفي كادوغلي، في جنوب كردفان بغرب السودان وجنوبه.

وبالتزامن وفي السياق ذاته، حذّرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن أحدث تحليل لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في السودان يُظهر تباينات صارخة على طول خطوط النزاع.

وأشارت المنظمات الثلاث إلى أنه "في المناطق التي انحسرت فيها أعمال العنف - مما سمح بوصول المساعدات الإنسانية وانتعاش الأسواق - بدأ الأمن الغذائي في التحسن. ولكن في المواقع المتضررة من النزاع التي انقطعت عنها المساعدات الإنسانية إلى حد كبير أو التي كانت تحت الحصار، بدأت المجاعة تنتشر الآن".

ودعت الوكالات الإنسانية إلى "إنهاء الأعمال العدائية وضمان الوصول الإنساني الآمن، غير المُقيّد والمستدام"، مشددة على أنه "أمر بالغ الأهمية لمنع المزيد من فقدان الأرواح وحماية سبل العيش".

ويكاد يكون من الصعب، ملاحقة التقارير المتتالية، عن الانتهاكات بحق المدنيين في مدينة الفاشر السودانية، وكذلك الإدانات من قبل مؤسسات دولية، تشجب وتستنكر ماتشهده المدينة، منذ سيطرة قوات الدعم السريع السودانية، عليها في السابع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت ، الاثنين 3 تشرين الثاني/نوفمبر ، من تدهور الوضع الإنساني في مدينة الفاشر، مؤكدة أن آلاف المدنيين، ما زالوا محاصرين داخل المدينة، في ظل انقطاع شبه كامل عن العالم الخارجي، ودعت إلى إتاحة وصول فوري، وغير مقيد للمساعدات الإنسانية.

وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، إن "المدنيين غير قادرين على مغادرة الفاشر، فيما قُتل المئات منهم، بمن فيهم عاملون في المجال الإنساني"، مشيرًا إلى أن "استمرار قوات الدعم السريع، في عرقلة إيصال المساعدات المنقذة للحياة أمر غير مقبول".

من جانبه ، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، عن اتخاذ خطوات فورية لجمع أدلة، تتعلق بـ"الجرائم المرتكبة في الفاشر"، تمهيدًا لملاحقات قضائية دولية محتملة.

التاريخ يعيد نفسه

واعتبرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، أنّ التاريخ يعيد نفسه في إقليم دارفور، وذلك بعد تقارير عن عمليات قتل جماعي، تزامنت مع "سقوط الفاشر" الواقعة في ولاية شمال دارفور، قبل أكثر من أسبوع، ووصفت سبولياريتش الوضع في السودان بـ"المروّع"، بحسب ما جاء في حديث أدلت به لوكالة رويترز، الاثنين 3 تشرين الثاني/نوفمبر.

وأشارت سبولياريتش، إلى أنّ موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في مدينة طويلة المجاورة، تلقّوا بلاغات تفيد بأنّ الفارين من الفاشر "كانوا يسقطون أرضاً في بعض الأحيان، بل ويلقون حتفهم من جرّاء الإرهاق، أو متأثّرين بجروحهم (التي أُصيبوا بها في الفاشر أو في طريق النزوح)"، واصفةً الوضع بأنّه "يتجاوز تماماً ما نعدّه مقبولاً".

وكانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان قد أعلنت، يوم الجمعة الماضي، 31 تشرين الأول /أكتوبر، أنّ مئات المدنيين والعناصر غير المسلحين، ربّما لقوا حتفهم خلال سقوط الفاشر، في حين قال شهود عيان، إنّ مقاتلي الدعم السريع فصلوا الرجال عن النساء والأطفال، قبل سماع دويّ إطلاق رصاص.

وعلى مستوى الردود الدولية، أعربت فرنسا الإثنين 3 تشرين الثاني/نوفمبر، عن إدانتها للانتهاكات المنسوبة لقوات الدعم السريع، ذات الطابع الإثني، في مدينة الفاشر، وطالبت بوقف إطلاق النار في السودان، بينما اعتبرت الوساطة الأمريكية خطوة مهمة نحو الحل.

وجاء على لسان متحدث باسم الخارجية الفرنسية، إدانة بلاده القوية للفظائع ذات الطابع الإثني، المنسوبة لقوات الدعم السريع في الفاشر، والتي شملت عمليات إعدام ميداني، ومجازر واغتصاب، وهجمات ضد العاملين في قطاع الإغاثة، ونهب وخطف وتهجير قسري.

بين المجاعة والمرض

في جانب آخر أكد تقرير، للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، المدعوم من الأمم المتحدة، الاثنين 3 تشرين الثاني/نوفمبر ، انتشار "المجاعة" في مدينة الفاشر، وفي كادوغلي، في جنوب كردفان بغرب السودان وجنوبه، بعد أشهر من حصار قوات الدعم السريع للمدينتين. مضيفاً أن عشرين منطقة أخرى في إقليمي دارفور وكردفان معرضة أيضاً لخطر المجاعة.

وحذر التقرير، من أن أكثر من 21 مليون شخص، واجه مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في أيلول/سبتمبر الماضي. وتوقع استمرار الوضع على ما هو عليه، حتى أيار/مايو 2026 على الأقل، مشيرا إلى أن عشرين منطقة في إقليم دارفور الكبير، وكردفان الكبرى، معرضة لخطر المجاعة، بسبب نزوح السكان الناجم عن الصراع.

على صعيد القطاع الصحي، تشير العديد من التقارير، إلى تدهور كبير في حالة المستشفيات في الفاشر، وتصفها بأنها تحولت إلى ساحات للموت، بعد أن ألقت الحرب بثقلها على القطاع الصحي، من تدمير للمباني، ونقص شديد في الأدوية والمعدات الطبية الأساسية، إلى النقص الشديد في الكوادر الطبية المؤهلة بفعل النزوح والهجرة القسرية.

وكانت منظمة الصحة العالمية، قد أدانت بشدة قبل أيام، عمليات قتل المرضى والمدنيين، في خضم معارك السيطرة على الفاشر، وخاصة ما ذكرته عن مقتل أكثر من 460 مريضًا ومرافقيهم، واختطاف ستة عاملين صحيين، في 28 تشرين الأول/ أكتوبرالماضي من مستشفى الولادة السعودي في الفاشر.

وتشير التقديرات إلى أنه ومنذ بدء الصراع على الفاشر، فإن 46 عاملًا صحيًا قد قتلوا، ومنهم مدير الرعاية الصحية الأولية، في وزارة الصحة وأصيب 48 آخرون. بينما لا يزال مصير الموظفين، العاملين في ثلاث منظمات غير حكومية في الفاشر مجهولًا.

  • كيف يواجه السودانيون خطر انتشار المجاعة؟
  • هل يبذل المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية ما يكفي لمنع انتشار المجاعة في السودان؟
  • من بإمكانه إيقاف الانتهاكات بحق المدنيين في الفاشر؟
  • ما هؤ التحرك الممكن على الأرض لوقف الفظائع التي تتحدث عنها منظمات دولية؟
  • كيف ترون إقرار قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو(حميدتي) بوقوع انتهاكات في الفاشر؟
  • وهل سيحقق حميدتي وعده بمحاسبة المتورطين في تلك الانتهاكات؟
  • هل يمكن أن توقف أمريكا التي تسعى لحل الأزمة الانتهاكات بحق المدنيين في الفاشر؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 07 تشرين الثاني/أكتوبر.

خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

https://www.youtube.com/@bbcnewsarab

*.*.*