بعد استقالة الطبوبي: المعارضة النقابية تدعو إلى حلّ استثنائي وإعادة هيكلة شاملة للاتحاد

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/694d2945ef8ff4.59430212_imngqkflpeohj.jpg width=100 align=left border=0>


على إثر تقديم الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، مطلب استقالته، برزت مواقف متباينة داخل المنظمة الشغيلة، في سياق يتّسم بتصاعد التوترات الداخلية وتزامنها مع رهانات اجتماعية وسياسية دقيقة. وفي هذا الإطار، قدّم ممثل المعارضة النقابية الطيب بوعايشة قراءة نقدية لما يحدث داخل الاتحاد، خلال مداخلة هاتفية على إذاعة الديوان.

أزمة بنيوية لا تُختزل في استقالة شخص


واعتبر بوعايشة في تصريح لاذاعة الديوان, أنّ ما يعيشه الاتحاد اليوم لا يمكن اختزاله في استقالة الأمين العام، بل هو نتيجة أزمة عميقة وبنيوية تتحمّل مسؤوليتها مختلف مكوّنات القيادة الحالية. وأكّد أنّ الصراعات الدائرة داخل الهياكل القيادية، خصوصًا حول موعد وطريقة عقد المؤتمر القادم، أضعفت المنظمة وأربكت دورها التاريخي في الدفاع عن مصالح الشغالين.




وأوضح ممثل المعارضة النقابية أنّ الخلاف داخل الاتحاد يتمحور أساسًا حول مسألتين متداخلتين:

* موعد عقد المؤتمر، بين من يتمسّك بعقده في مارس 2026 ومن يدعو إلى تأجيله.
* الإضراب العام، حيث اعتبر بوعايشة أنّ التخلّي عنه أو ربطه بحسابات داخلية يفتح المجال أمام مزيد من الهجمة على الحقوق الاجتماعية والنقابية.

وشدّد على أنّ الفصل بين المسارين، النضالي والتنظيمي، غير ممكن في الظرف الراهن، معتبرًا أنّ تعطيل الإضراب العام يعني عمليًا إضعاف موقع الاتحاد في مواجهة السياسات الحكومية الأخيرة، ومنها الزيادات المقرّرة دون تشريك الطرف الاجتماعي.

دعوة إلى لجنة مستقلة لتسيير المرحلة الانتقالية

وفي ما يتعلّق بالمخرج من الأزمة، جدّد بوعايشة دعوة المعارضة النقابية إلى استقالة جماعية للمكتب التنفيذي، وتشكيل لجنة مستقلة من النقابيين المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة، تتولّى تسيير شؤون الاتحاد لفترة انتقالية محدودة.

وأوضح أنّ هذه اللجنة يُفترض أن:

* تكون من داخل الحركة النقابية،
* لا تحمل أي شبهات فساد نقابي أو مالي أو سياسي،
* لا تترشّح للاستحقاقات القادمة،
* تتكفّل بإعادة هيكلة النقابات الأساسية والجهوية، وصولًا إلى عقد مؤتمر يعكس إرادة القواعد النقابية.

رفض إعادة إنتاج نفس المنظومة

وحذّر بوعايشة من الاكتفاء بتغيير الأسماء دون تغيير المنهج، معتبرًا أنّ عقد مؤتمر بنفس الهياكل والعقليات الحالية سيؤدي إلى نفس النتائج. ولفت إلى أنّ الإشكال أعمق من الأشخاص، ويتعلّق بما وصفه بـ“التيار النقابي البيروقراطي” الذي يهيمن على التسيير ويقصي القواعد عن القرار.

مرحلة استثنائية تتطلّب حلولًا استثنائية

وختم ممثل المعارضة النقابية بالتأكيد على أنّ الاتحاد، رغم حدّة الأزمة، يمتلك من الرصيد التاريخي والنقابي ما يمكّنه من تجاوز هذه المرحلة، شريطة اعتماد حلول استثنائية تواكب خطورة الوضع، وتعيد الاعتبار للديمقراطية النقابية ولدور الاتحاد كقوة اجتماعية مستقلة ومدافعة عن حقوق الشغالين.

   تابعونا على ڤوڤل للأخبار تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments

0 de 0 commentaires pour l'article 320838

babnet