الشرع أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/691177e8b05bd2.52286940_jfqpmhkglonei.jpg width=100 align=left border=0>


وكالات - تعد زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن حدثا تاريخيا غير مسبوق في تاريخ العلاقة السورية الأمريكية، بصفته أول رئيس سوري يستقبل رسميا بالبيت الأبيض منذ استقلال سوريا عام 1946.

فعلى مدى أكثر من ثمانية عقود، لم تشهد العلاقات بين دمشق وواشنطن أي زيارة رئاسية بهذا المستوى، رغم ما مرّت به من تقلبات سياسية ومحاولات تقارب محدودة في مراحل مختلفة.






ففي عهد الرئيس شكري القوتلي (1943–1949 ثم 1955–1958)، اقتصرت الاتصالات بين البلدين على القنوات الدبلوماسية التقليدية، دون أن تتوج بزيارات رسمية إلى الولايات المتحدة.

وخلال فترة الوحدة السورية–المصرية (1958–1961)، كانت السياسة الخارجية السورية تُدار من القاهرة بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

ومع وصول حزب البعث إلى السلطة عام 1963، اتجهت سوريا تدريجيا نحو التحالف مع الاتحاد السوفيتي، ما أدى إلى تدهور العلاقات مع واشنطن. وفي عهد الرئيس حافظ الأسد (1971–2000)، ورغم انخراطه في مفاوضات سلام غير مباشرة، فإنه لم يزر واشنطن قط، واقتصر على اجتماع مع الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في جنيف عام 2000.

أما في عهد بشار الأسد (2000–2024)، فقد بلغت القطيعة ذروتها عام 2011، إثر اندلاع الحرب السورية وفرض الولايات المتحدة عقوبات شاملة، كان أبرزها قانون قيصر.

وتأتي زيارة الرئيس الشرع بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر الماضي، في إطار تحرك دبلوماسي واسع لإعادة إدماج سوريا في المجتمع الدولي. وكان الشرع قد التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السعودية في ماي الماضي، حيث أعلن ترامب عزمه رفع العقوبات المفروضة على سوريا، تمهيدا لتعاون أوسع.

ووفقا لمصادر رسمية، وصل الشرع إلى الولايات المتحدة فجر الأحد استعدادا لاجتماعه مع ترامب في البيت الأبيض اليوم الاثنين، حيث من المتوقع أن تعلن سوريا انضمامها رسميا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش".

وتشير تسريبات دبلوماسية إلى أن الشرع سيطرح خلال الزيارة ملف رفع قانون قيصر بشكل كامل، وهو ما يتطلب تصويتا من الكونغرس رغم أن الإدارة الأمريكية بدأت بالفعل بتخفيف العقوبات عبر أوامر تنفيذية.

وقالت وزارة الإعلام السورية في بيان إن الرئيس الشرع "سيؤكد على أهمية رفع العقوبات الاقتصادية للسماح بالتعافي الاقتصادي لسوريا وتشجيع الاستثمارات"، كما سيشدد على "التزام بلاده بمواصلة مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي".

من جانبه، قال ترامب للصحفيين قبل أيام إنه قرر رفع العقوبات "لمنح سوريا فرصة جديدة"، مضيفا أن "الشرع يقوم بعمل جيد جدا حتى الآن".

وكان مجلس الأمن الدولي قد صوت الأسبوع الماضي لصالح رفع العقوبات عن الشرع ووزير داخليته، تلاه شطب اسميهما من القائمة الأمريكية "للإرهابيين المصنفين بشكل خاص".

وتمثل زيارة الشرع إلى واشنطن تحولا رمزيا واستراتيجيا في مسار العلاقات بين البلدين، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التفاهم الحذر بعد عقود من العداء والقطيعة، لتسجل في التاريخ كأول زيارة لرئيس سوري إلى البيت الأبيض منذ تأسيس الدولة الحديثة.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 318194


babnet
*.*.*