سليانة: باعثة مشروع معالجة النفايات الطبية سندس البنوري تتطلع الى توسيع مشروعها لمزيد حماية البيئة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/613cd57b475661.12878276_qmjklepingfoh.jpg width=100 align=left border=0>


المستلزمات الطبية، لاتنتهي بانتهاء استخدامها، بل تصبح نفايات خطيرة في حال عدم معالجتها قبل اتلافها، وهي عملية ضرورية للحفاظ على سلامة البيئة، وقد نجحت مبادرات في هذا المجال في تحقيق المعادلة بين الجانب الاقتصادي العملي وبين الجانب البيئي.
في المنطقة الصناعية بمعتمدية الكريب من ولاية سليانة، قطعت باعثة مشروع معالجة النفايات الطبية الخطيرة سندس البنوري مع الصورة النمطية لعمل المرأة الريفية في تربية الحيوانات لتنفرد بمشروعها الذي يعتبر الأول والوحيد حاليا في ولايات الشمال الغربي عامة وسليانة خاصة، بما مكّن من المساهمة في الحفاظ على المحيط والبيئة من جهة ومن تطوير دور المرأة اقتصاديا واجتماعيا من جهة اخرى.
صرحت باعثة المشروع لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، بأنّ مشروعها انطلق بشغيل 7 عمال فقط سنة 2016 في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص، وارتفعت اليوم طاقته التشغيلية لتصل الى 60 عاملا قارا، 20 بالمائة منهم من أصحاب الشهائد العليا المختصة، وقرابة نصفهم من النساء.

تحصّلت سندس على الماجستير في التصرف الاقتصادي والاجتماعي، اختصاص مهن خضراء وبعث المهن الخضراء، ويعتبر مشروعها تجسيدا لفكرة مشروع نيل شهادة الماجستير الذى انجزته بعد مشاركتها في تكوين  ضمن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول المهن الخضراء، وتقول انها استلهمت الفكرة من والدتها التى عودتها منذ صغرها على اقتناء الخضر المتاتية من المزارع التى تعتمد الري من الابار ضمانا لعدم تلوثها حيث تعتبرها اكثر امانا .



وأضافت انها توجهت سنة 2013  إلى الوكالة الوطنية لحماية المحيط، التي رحبت بفكرتها ودعمتها، لتتمكن سنة 2016 من تجسيدها بالاعتماد على طريقة تمويل بعيدة عن التمويل الكلاسيكي المتاتي من البنوك، وذلك من خلال تمويل مشترك بين القطاعين العام والخاص ليشمل بلديات سليانة والمركز الدولي للتنمية والحكم المحلي وسوق التنمية بالاضافة الى مساهمتها الذاتية، ومن المنتظر أن تسدد ديونها تجاه البلديات مع موفي السنة القادمة لتعود بذلك الملكية التامة للتجهيزات الى المؤسسة .
اعربت باعثة المشروع عن املها في ان تتمكن من استقطاب 145 موطن شغل قار خلال السنة القادمة مع دخول مشروعها الجديد "الزمرد الخضراء" حيز الاستغلال، والذي سيشمل نفايات أخرى بالاضافة الى معالجة المياه الصناعية وإعادة تدويرها، وهو مشروع يتميز بالاعتماد على الطاقة البيولوجية (الطاقة الشمسية) ومياه الأمطار.
تمكنت سندس، التى أحدثت نقلة نوعية في وسط ريفي اعتمادا على الاقتصاد الأخضر، من توفير مواطن شغل مستدامة لفتيات ريفيات في منطقتهن بجانب منازلهن (99 بالمائة من العملة بالادارة من النساء أعمارهن بين 18 و 35 سنة) والحد من تنقل الفتيات إلى ولايات مجاورة للعمل، كما إضفت حركة اقتصادية مباشرة وغير مباشرة على المنطقة خاصة وان المؤسسة متحصلة على تراخيص للعمل على صعيد وطني وتعمل في نطاق 12 ولاية (ولايات الشمال الغربي بالاضافة الى القصرين وقفصة وتونس الكبرى والقيروان وسوسة.
تواصل سندس حديثها بكل فخر وثقة في النفس لتقول ان مشروعها تحصل السنة المنقضية على علامة الجودة في المنتوج "9001" والجودة البيئة والصحة والسلامة المهنية فضلا عن الفوز بعديد الجوائز أخرها في شهر أكتوبر المنقضي من قبل وزارة المرأة لانتصابها في الوسط الريفي ومساهمتها الاقتصادية.
وبينت بخصوص كيفية معالجة النفايات الطبية الخطيرة، أنّه يقع تجميع هذه النفايات في حاويات، بعد وضع النفايات الواخزة على غرار الابر والقاطعة فى أكياس معدة للغرض، وتتم عملية نقل النفايات من قبل أعوان مكونين في المجال، إلى أماكن مهيئة عن طريق وسائل نقل مبردة، وتقع معالجتها لمدة نصف ساعة عن طريق التعقيم بالتغير الحراري في درجة حرارة 150 درجة وبخها في ما بعد بالماء البارد للقضاء على الباكتيريا والفيروسات المقاومة للحرارة.
واوضحت أنّه تتم معالجة النفايات الطبية (الإبر والسترات والكمامات وأكياس الدم والقفازات) لتصبح شبيهة بالنفايات المنزلية وشبه المنزلية، ليتم بعد ذلك رحيها ثم غمرها في مصب المراقبة بمعتمدية سليانة الشمالية.
وذكرت أن شركتها متعاقدة مع مصب المراقبة عن طريق الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات، ويخضع نشاطها لتراخيص من وكالة حماية المحيط تحت إشراف وزارة الصحة و وزارة النقل والداخلية، واشارت الى تزايد الكميات المعالجة حيث بلغت 216 طنا  سنة 2016، مقابل الف طن سنة  2022 ووصلت الى 18 ألف طن في السنوات الأخيرة.
 من جهتها، صرحت مسؤولة الجودة وسلامة المحيط بالمؤسسة ضحى السليتي لصحفية "وات"، بأن معالجة النفايات الطبية الخطيرة تساهم في حماية البيئة والمحيط وتمنع تلوث المياه والتربة وتحمي الموارد الطبيعية وتقلل من انبعاث غازات الاحتباس الحراري، فضلا عن منع انتشار الأمراض الناتجة عن التخلص غير الآمن ودعم التنوع الحيوي.
وكشفت تقارير تابعة للوكالة الوطنية للتصرف في النفايات، أنه تم تركيز منظومة التصرف في النفايات الصحية الخطيرة خلال الفترة بين 2013 و2017 وذلك خلال تصنيف نوعية النفايات حسب درجة خطورتها وإحداث مؤسسات في مجال التصرف في النفايات الخطيرة، حيث يتم جمع هذه النفايات بعد فرزها في المؤسسات الصحية العامة والخاصة ونقلها إلى أماكن المعالجة لتصبح غير خطيرة.
وتخضع المؤسسات الناشطة في هذا المجال للمراقبة الدورية من طرف الهياكل التابعة للدولة، وذلك لمعرفة كمية النفايات المقبولة والتي تمت معالجتها.

   تابعونا على ڤوڤل للأخبار تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments

0 de 0 commentaires pour l'article 320473

babnet