وقد حرص المؤلف على أن يقدم الكتاب بأسلوب سلس ومبسط حيث يقول في مقدمة الكتاب: "أردت أن أحمل القارئ إلى التجوال بين عدد من شروحات متن نخبة الفكر لابن حجر العسقلاني بعد أن اختصرتها وأعدت صياغة بعضها مع دمجها بطريقة تضمن حقوق أصحابها". وأضاف أنه اعتمد على لغة العصر مع استخدام الخرائط الذهنية لتسهيل استيعاب الأفكار.

ويغطي الكتاب بالتحليل الدقيق مختلف أنواع الأحاديث، بدءا من الصحيح إلى الضعيف. ويناقش فيه المحمودي كيف يتم التمييز بين الحديث الصحيح والحسن، وما هي المعايير الدقيقة التي تُحدد صحة الحديث، بالإضافة إلى متى يعتبر الحديث ضعيفا وما هي أقسام الضعف وضوابط كل نوع منها. كما يطرح الكتاب تساؤلات هامة تتعلق بانتشار الأحاديث الضعيفة، مع توضيح الأسباب التي تؤدي إلى ذلك مع تسليط الضوء على أهمية التثبت في نقل الأحاديث وأثر ذلك على الفقه الإسلامي.

ويعدّ هذا الكتاب مرجعا مهما لطلبة العلم، لاسيما طلبة السنتين السادسة والسابعة في التعليم الزيتوني، بحسب المؤلف، حيث يتوافق محتوى الكتاب مع المقررات الدراسية لمادة علم مصطلح الحديث في هذا السياق. كما أن المؤلف يهدف من خلاله إلى أن يحصل القارئ على "زاد معرفي دقيق وواضح" في هذا المجال، مما يسهل عليه فهم الأحاديث الشريفة وتعاملها بأسلوب موضوعي.

ويعتبر هذا الكتاب هو الأحدث في سلسلة إصدارات الصادق المحمودي التي تشمل أيضا "دروس في فقه العبادات على المذهب المالكي" و"دروس في علم الفرائض على المذهب المالكي"، بالإضافة إلى "التيسير في علم الفرائض والمواريث على المذهب المالكي". وقد تم نشر هذه الأعمال من قبل دار الثقافية للطباعة والنشر والتوزيع في المنستير.

والأستاذ الصادق المحمودي هو متفقد أول للغة العربية، متقاعد ومتحصّل على شهادة الأهلية للتعليم الزيتوني. ويدرّس أيضا مواد اللغة العربية والفقه وعلم المنطق وعلم الفرائض ومصطلح الحديث بالفرع الزيتوني بفريانة من ولاية القصرين