
رئيس الأركان الإسرائيلي يحذّر من خطر توسع العمليات في غزة على الرهائن، وقطر تدعو إلى "معاقبة إسرائيل" Bookmark article

قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي أكمل استعداداته لبدء المرحلة الثانية من عملية "عربات جدعون 2" التي يسعى من خلالها إلى السيطرة على مدينة غزة بشكل كامل.
وأشارت الهيئة إلى أنه وعلى الرغم من أن العملية ستواجَه بإدانات عالمية واسعة إلاّ أن شخصيات أمنية وسياسية رفيعة المستوى، أكدت أنه لا مفر من توسيع نطاق القتال في ظل الجمود في مسار مفاوضات صفقة إطلاق سراح الرهائن، بعد محاولة اغتيال قادة حماس التي نفّذتها إسرائيل في الدوحة.
من جانبها نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن رئيس الأركان إيال زامير رسالةً وجهها للقيادة السياسية في غرفة مغلقة خلال اجتماع أمني مساء الأحد، وقال فيها: "نحن ملتزمون بأهداف الحرب كما حددتها الحكومة، ولكن حماس لن تُهزم عسكرياً وسياسياً حتى بعد عملية السيطرة على مدينة غزة".
وفيما يتعلق بأوامر الإخلاء لسكان مدينة غزة، نقلت القناة الإسرائيلية عن الجيش أنه يُقدّر أن معظم السكان سيوافقون على المغادرة في اللحظة الأخيرة، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية ستدخل المدينة تدريجياً ولكن بقوة كبيرة، بينما أكد رئيس الوزراء نتنياهو خلال الاجتماع: "أريد أن أرى هذه العملية تبدأ ضمن الإطار الزمني المتفق عليه".
وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فقد غادر حوالي 300 ألف شخص من سكان مدينة غزة حتى الآن، بينما يتوقع الجيش الإسرائيلي بقاء ما بين 200 و300 ألف غزّي في منطقة مدينة غزة عند بدء العملية العسكرية.
ولم يتسنَّ لبي بي سي التحقق بشكل مستقل من أعداد الفلسطينيين الذين غادروا مدينة غزة منذ بدء أوامر الإخلاء الإسرائيلية.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن القيادة العسكرية الإسرائيلية حذّرت من أن توسع العمليات في غزة "قد يؤدي إلى قتل الرهائن".
وأكد مصدر أمني - بحسب الهيئة - أن "النخبة السياسية بأكملها تعلم ذلك"، بينما تدرس الردود المحتملة في حال تعرّض الرهائن للخطر.
وخلال الأسبوع الماضي، كثّف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على غزة، إذ استهدف العديد من الأبراج في المدينة.

وفي وقت سابق الأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأحد، إن "التحالف مع الولايات المتحدة لم يكن يوماً أقوى مما هو عليه الآن. ونحن نقدّر ذلك".
وأضاف نتنياهو، الذي وصف روبيو بـ"الصديق الاستثنائي" لإسرائيل، أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي تُظهر مدى "قوة التحالف الإسرائيلي الأمريكي".
وزار روبيو والسفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي الحائط الغربي في القدس الشرقية المحتلة رفقة نتنياهو، الذي وصف التحالف الإسرائيلي الأمريكي، بأنه "قوي وصلب مثل حجارة الحائط التي لمسناها للتو".
وجاءت تصريحاته رغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير خارجيته أعربا عن قلقهما مسبقاً بشأن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت الوفد القيادي المفاوض من حركة حماس في قطر.
وكان روبيو أكّد قبيل مغادرته بلاده أن الخلاف القائم بشأن الهجوم على قطر "لن يؤثر على التزام واشنطن بدعم إسرائيل"، رغم الانتقادات التي طالت ضرباتها الأخيرة.
وقال روبيو سابقاً إنه سيناقش الهجوم على قطر مع نتنياهو، لكنه أكّد أن ذلك لن يزعزع العلاقات بين البلدين.
وتأتي زيارة روبيو لإسرائيل في وقتٍ تواجِه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة على خلفية تصعيد عملياتها العسكرية في قطاع غزة، وقبيل انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تستعد عدة دول غربية للاعتراف بدولة فلسطينية، في خطوة تعارضها إسرائيل وواشنطن.
خطوات تحضيرية للقمة العربية الإسلامية
وفي الدوحة، حضّ رئيس الوزراء القطري المجتمع الدولي الأحد على وقف "الكيل بالمعايير المزدوجة"، داعياً خلال اجتماع تحضيري لقمة عربية إسلامية مرتقبة في الدوحة الاثنين، إلى "معاقبة إسرائيل على جرائمها".
وتستضيف قطر الاثنين قمة للدول العربية والإسلامية ردّاً على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة حماس في العاصمة القطرية.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل خمسة من عناصر الحركة وأحد أفراد قوات الأمن القطرية.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال اجتماع مغلق لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية عشية القمّة الأحد، إن "ما يشجع إسرائيل على الاستمرار في هذا النهج هو صمت، بل بالأحرى عجز المجتمع الدولي عن محاسبتها".
وأضاف "يجب أن تعلم إسرائيل أن حرب الإبادة المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق والتي تستهدف نزعه من أرضه.. لن تفلح".
والأحد، عُقد اجتماع تحضيري لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية في الدوحة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري، إن انعقاد القمة "يعكس التضامن العربي والإسلامي الواسع مع الدوحة، ويؤكد رفض هذه الدول القاطع لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل"، مضيفاً أن قمّة الاثنين "ستناقش مشروع بيان قدّمه الاجتماع التحضيري".
وأكدت إيران مشاركة رئيسها مسعود بزشكيان في القمة، والعراق مشاركة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. وقالت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيزور الدوحة الاثنين، فيما وصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الدوحة مساء الأحد..
وتعليقاً على انعقاد القمة، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم في بيان "نتطلع إلى أن تخرج القمة بموقف عربي إسلامي موحد وحاسم، وبإجراءات واضحة ومحددة، أهمها؛ وقف العدوان وحرب الإبادة على غزة وفك الحصار عنها، وقطع كل أشكال العلاقات مع هذا الكيان المارق وملاحقته على جرائمه".
"بلا مأوى أو خيمة أو حتى قطعة قماش"
ميدانياً، قصفت إسرائيل "برج الكوثر" في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، وفق شهود عيان، ضمن حملتها لتدمير المباني العالية التي تقول إن حماس تستخدمها لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.
وفي الوقت ذاته، أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه قصف مبنى شاهقاً "استخدمته" حماس في المدينة، دون أن يسميه.
وأضاف في بيان أن الحركة "زرعت وسائل لجمع المعلومات الاستخباراتية"، وأقامت نقاط مراقبة لرصد مواقع قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة، ولتنفيذ هجمات "إرهابية" ضد إسرائيل وقواتها.
وتقول الشيف الشهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي سماح حبوب، والتي كانت تقطن برج الكوثر المكوّن من 13 طابقاً، إن ما بين صدور إنذار الإخلاء وقصف المبنى أقل من عشرين دقيقة.
وأكدت بصوت مُنتحب، لبودكاست غزة اليوم على بي بي سي، أنها لم تتمكن من أخذ أيٍ من ممتلكاتها معها بل إنها دُمرت مع المبنى، وأنها أرادت فقط أن تنجو بنفسها وعائلتها المكونة من ستة أفراد.
وتصف حالها الآن بعد قصف منزلها، بأنهم "الآن في الشارع، بلا مأوى أو خيمة أو حتى قطعة قماش" تحميهم.
وفي سياق منفصل، أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، الأحد، ارتفاع حصيلة الحرب في قطاع غزة إلى 64,871 قتيلاً و164,610 إصابات، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأوضحت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا)، أن المصادر الطبية أعلنت عن 68 قتيلاً و346 إصابة، وصلت إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأشارت إلى أن "عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة".

وبيّنت الوكالة أنه بلغ عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية من قتلى المساعدات 10 و8 إصابات، ليرتفع إجمالي قتلى منتظري المساعدات ممن وصلوا المستشفيات إلى 2,494 قتيلاً وأكثر من 18,135 إصابة.
كما سجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، حالتي وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الى 422 منهم 145 طفلاً، وفق وفا.
وفي وقت سابق من هذا العام، قالت منظمة الصحة العالمية إن الهجوم الإسرائيلي على غزة قد أنهك النظام الصحي في القطاع "إلى ما وراء نقطة الانهيار".
وأعلنت إسرائيل أنها تُوسّع جهودها لتسهيل إيصال المساعدات، وشككت في أرقام وزارة الصحة بشأن الوفيات الناجمة عن سوء التغذية. شنّ الجيش الإسرائيلي حملته على غزة رداً على الهجوم الذي شنّته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين.
غادرت غزة أول مجموعة من الأطفال الفلسطينيين المصابين بأمراض خطيرة والمُستعدين لتلقي العلاج من هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، ومن المتوقع وصولهم إلى المملكة المتحدة خلال أيام.
هؤلاء الأطفال يُنقلون إلى المملكة المتحدة لتلقي العلاج في إطار عملية حكومية تُنسّقها وزارات الخارجية والكومنولث والتنمية والداخلية والصحة.
أكدت وزيرة الخارجية، إيفيت كوبر، إجلاء الأطفال من غزة في مقابلة مع صحيفة ديلي ميرور.

وأكد مصدر في وزارة الخارجية لبي بي سي صحة التقرير، ومن المقرر وصول الأطفال إلى المملكة المتحدة خلال "الأيام المقبلة".
كما تعمل الحكومة البريطانية على إجلاء الطلاب الذين لديهم أماكن للدراسة في الجامعات البريطانية.
لم تؤكد كوبر حجم المجموعة الأولى، لكن بي بي سي علمت أنها تضم ما بين 30 و50 طفلاً فلسطينياً.
ووفقاً لصحيفة ميرور، يُمكن لكل طفل أن يرافقه أفراد من عائلته إذا لزم الأمر.
وقالت كوبر للصحيفة: "لقد تطلب الأمر جهداً دبلوماسياً كبيراً لمساعدتهم على مغادرة غزة".
وأضافت: "لكن هذا العمل جارٍ، وأنا عازمة على ضمان قدرتنا على تقديم المساعدة اللازمة للعائلات المصابة، وكذلك للطلاب للالتحاق ببرامجهم الدراسية هذا الخريف".
- "إن مُتنا فليكن في بيت الرب": المسيحيون في غزة يواجهون التهجير بالبقاء في الكنائس
- من هم المرشحون في إدارة ترامب ومواقفهم من القضايا العربية؟
- لماذا لا تصف بي بي سي مسلحي حماس بالـ"إرهابيين"؟
